ليس بالصدفة ولادتي على هذه الأرض، فالله يقول لي بلسان النبي إرميا ” من الحشا عرفتُك”. إنّ الله هو صانعنا وجابلنا، منه نسمة الحياة، لذا نحن وكلاء الله على هذه الأرض، نحن رسل للرب يسوع، كما يقول القديس بولس:” نحن سفراء المسيح”. فرسالة الاثنين والسبعين في هذا الانجيل هي رسالة المسيحيين عمومًا، فبحكم معموديتنا دخلنا في رسالة المسيح النبويّة والكهنوتيّة والملوكيّة. هذه الرسالة هي أن نعدّ طريق الرب يسوع الى القلوب والعقول والنفوس، إلى العائلة، الى الشعوب وثقافات العالم. نحن سفراء ورسل للمسيح في بيتنا، في عملنا، في مدارسنا، في إداراتنا وجامعاتنا… من خلالنا يشع نور الرب يسوع وسلامه ومحبتّه للقريب وللبعيد
إن الربّ يسوع يرسلنا كالحملان بين الذئاب. كيف نكون حملان بين الذئاب؟ يتميّز الحمل بالوداعة، والمحبّة، والرحمة، والانفتاح. هذه الوداعة تواجه بخبث الذئاب التي تحرّف الحق وترغب بالتهام الحملان
إن خطورة ذئاب هذا العالم ليس قتلنا أو أذيتنا جسديّا، بل روحيًّا، وفكريًّا وعقائديًّا. فعالم اليوم يصطادنا من خلال بدع وأراء تشوّه الحقيقة وكلهّا تحت ستار إنماء الشخصيّة والفرح والحريّة. فخبث الذئاب ينشر المخدّرات في الحفلات، والجنس والزواج دون قيد وخارج الطبيعة التي وضعها خالق السماء والأرض “رجل وامرأة”. فبدل الفرح والحريّة البنّاءة يدخل الانسان في عبوديّة وفرح مزيّف، يهدم فكر المسيح وسلام المسيح الذي يفوق كلّ سلام. من هنا على حملان المسيح أن يتحلّوا بالفطنة والحكمة وحسن التميير بين ما هو صالح ومرضيّ للرب وما هو طالح يهدم الانسان
نحن سفراء المسيح، لا نسمح للذئاب بأن تأكلنا، بل نحولها الى حملان ليس بقدرتنا الخاصة ولكن بنعمة الرب يسوع وروحه القدّوس الذي ينطق بالحمل الصادق لأن روح أبيكم هو المتكلّم فيكم
نصلّي ليرسل لنا الرب روح الفهم لنفهم خدع العالم، وروح القوّة لنواجه وننتصر على العالم بقوّة المسيح. آمين