بعد دعوة الرب يسوع لنا لنكون رسل نشهد له، كلّ بحسب طاقاته ووزناته، يوصينا بالثبات والأمانة له أمام المحن والتجارب . فمهما كثرت الصعوبات، مسؤوليتنا هي المثابرة في إعلان بشارة يسوع في أقوالنا وأعمالنا دون ملل ويأس، شاخصين بعيوننا لا الى هذا الزمن الحاضر بل الى الزمن الآتي
يوصينا الرب يسوع في إنجيل اليوم أن نتحلّى بحكمة الحيات ووداعة الحمام. القداسة لا تقوم على الخناعة وانحناء الظهر والمسكنة أو الوداعة المزيّفة، بل بشراسة البشارة والتمسّك بالحق ومواجهة أعاصير هذا الزمن بالحكمة والوداعة والثبات بالرب يسوع
إن المسيحيّ مدعو أن يكون وديع لا يحمل حقدًا بل محبّة، ولا يُلقي فخاخًا ولا يسمح لأحد أن يلقي له الفخاخ. وكم هي كثيرة فخاخ هذا العالم من شهوات، وحسد، وطمع، وحب المال، وحب السيطرة والمراكز… ويدعونا الرب يسوع بأن نكون حكماء كالحيّات؛ فالحية تختبئ في الصخر والمؤمن يحتمي في المسيح. والحيّة تدخل في ثقب صغير لكي تسلخ عنها جلدها القديم لتخرج الى حياة جديدة، والانسان يسلك الطريق الضيّق الموصل الى الملكوت ويخلع الانسان القديم ويلبس الانسان الجديد المبنيّ على فكر المسيح
ومثلما تتمتّع الحيّة بالحذر والفطنة عند الخطر، هكذا المؤمن فليحذر حتى لا يقع في العثرات. وتشتهر الحيّة بحفظها لرأسها، ورأسنا هو المسيح. والرأس هو مكان للأفكار فلتنحلّى بأفكار المسيح من محبّة، وشجاعة أمام المحن، وثبات في الضيق، وحكمة، وحسن التصرّف، ومساعدة الفقراء، والشهادة للحق