وصيّتي لكم هي أن تحبّوا بعضكم بعضا كما أحببتكم ، سأركّز في تأمّلي معكم اليوم على لاهوت الحب، ذو طابع نسكي، ومن الأكيد أنّ القدّيس شربل عاش روحانيّة ووصيّة الحب ودخل في مساحة حبّ الله اللامحدود الذي ليس له بداية ولا نهاية
يسوع الحب أتى إلينا من قلب الله الآب المحب ومن هذا القلب المفتوح والّلامحدود بالعطاء، بذل ذاته لأجلنا ودخل إلى أعماق الحب حتى موته على الصليب
وصيته لنا هي نحبّ بعضنا البعض كما أحبّنا هو في قلب الآب. بمعنى يطلب منّا أن يكون حبّنا على مثال قلب الآب بالتمام
لماذا؟ لأنّه أراد بمحبّته وبنعمته وبعطيّته الخاصة أن نحب الله الآب على مثاله بالتمام وذلك بذات القلب الذي يحب يسوع هو أباه
عندها، إذا أحببنا نكون شبيهين بحب الله الآب الذي أحبّنا هو أيضاً بدوره شخصيًّا بذات الحب الذي يحب فيه إبنه يسوع الحبيب
إذا دعوة الحب لنا هي على الشكل التالي: بلا حدود وبمجانيّة والتضحية بقلب منسحق حتى يصل بنا الحب والغفران الى الألم وقد يكون سببه متأتي من الآخر ولكن على مثال يسوع الذي من عمق جرحه على الصليب والذي سبّب جرحه الآخر، غفر وأخيرا انتصر أبديًّا بالحب.
فلنفعل مثله… عندئذ، نحيا في قلب الله على مثال مار شربل والقديسين