إن هذا النص هو النص الوحيد الذي يكلّمنا عن طفولة يسوع وهو في الثانية عشرة من عمره، حيث يتكلّم اوّل كلماته في الإنجيل : “لِمَاذَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلا تَعْلَمَانِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ في مَا هُوَ لأَبي؟”.
فكانت الشريعة تقتضي أن يذهب كل الرجال اليهود إلى أورشليم في كل سنة ليحتفلوا بعيد الفصح (خر 13: 17، تث 16: 16) ويقضون هناك ثمانية أيام، وكان المسافرون يسيرون في قافلتين، إحداهما للنساء في المقدِّمة والثانية للرجال في المؤخِّرة، وكان الصِبيَّان يسيرون إِما مع الرجال أو النساء. لهاذا السبب أضاعاه، فكلٌّ اعتقد انه في القافلة الثانية او مع الأقارب. وعندما وجداه كان يتكلّم بفهم ويدهش العلماء. فمن المهمّ البحث عن يسوع، إذ لا نستطيع ان نجده لا في القوافل ولا في الطرقات ولا حتّى عند المعلمين الكذبة او المدّعين، إنّما نجد المسيح في الهيكل، حيث يجب أن يكون. فهاذا البحث يتطلّب وقت وجهد وهو شاق ومتعِب كما قالت مريم ” فهَا أَنَا وأَبُوكَ كُنَّا نَبْحَثُ عَنْكَ مُتَوَجِّعَين!”. إذاً يجب البحث عن الله في هيكله، وذلك بدون رخاوة وتردد وكسل. والأمثولة الثانية هي ان نعلم اننا اضعنا المسيح في حياتنا، وهذا ما نجهله ايضاً، ربّما نقول عن غيرنا انه لا يعرف الله ونكون نحن ايضاً قد اضعناه ولا ندري ذلك.
وإن جواب المسيح “لِمَاذَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلا تَعْلَمَانِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ في مَا هُوَ لأَبي؟”، بعدما قالت له مريم ” فهَا أَنَا وأَبُوكَ …”، ليس هو نكراناً لتبني يوسف له إنّما هو دلالة على أنّه إبن الله الآب حقاً، وهذا دليل على انّ له طبيعتين، إلهيّة وإنسانيّة .
“وكانَ خَاضِعًا لَهُمَا”، إن كان إبن الله خاضعاً لمن كانا والداه ومربياه، أفلا يكون حسن لنا ان نكون كذلك، إذ نخضع ونكون مطيعين حقاً لمربينا وابائنا