السلام الذي يعطيه يسوع لنا هو غير السلام الذي يعطيه العالم.
إذاً السلام هو نعمةٌ مصدرها يسوع وحضوره.
إن قلب التلميذ المؤمن مسكن حيّ يقيم فيه الثالوث الحيّ الآب والابن والروح القدس، والسلام الذي يعطيه يسوع الابن ينبع من الفرح الذي يغمر قلب التلميذ المؤمن المخلص.
إذاً عندما أكون غاضبًا لن لي أستطيع أبداً أن أزرع السلام من حولي.
مهما حاولنا أن نفتّش عن منبع السلام من حولنا لن نستطيع الوصول إليه حتى لو حصلنا على كلّ ما نطمح إليه من أمجادٍ أرضيّة لأنّ كلّ هذه فانية وستنتقل لمن هم من بعدنا.
ما من أحدٍ باستطاعته أن يعطينا السلام مهما علا شأنه. وحده يسوع ملك السلام باستطاعته أن يريحنا من أحمالنا إذا أتينا إليه، لأنّه هو من قال لنا: “تعالوا جميعًا إلي تجدون راحةً لديّ” (متى 11،28).
كي يحلّ السلام من حولنا يجب أن يحلّ أوّلاً في قلوبنا، لذلك علينا أن نحبّ، ليس فقط من هم قريبين منّا، بل أعداءنا أيضًا.
فالإنسان الذي يحبّ ينتقل من علاقةٍ مع الآخرين تمتاز بالغضب والعنف إلى علاقةٍ تمتاز بالسلام والفرح.
القدّيسين هم أشخاص ملأ سلام المسيح نفوسهم، فكانوا فاعلي سلامٍ في أرضنا وتلألأ فيهم مجد الله.
إن أكثر ما هو بحاجة إليه عالمنا اليوم هو السلام، فطالما نتكلّم عن بعضنا البعض بالسوء، وطالما يسود الكره والبغض والنميمة بيننا نبقى بعيدين جدّاً عن السلام.
طريق السلام صعبٌ، لذلك لا يكفي أن نرى عيوب الأخر وننتقدها، بل علينا ٍأن نحترم الآخر كما هو، وننظر إلى حسناته، إذّاك نضع أوّل حجرٍ في بناء السلام، فنكون حقًّا أبناء الله متى 5،9