إنجيل القدّيس مرقس 30-24:7
ثُمَّ قَامَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ ومَضَى إِلى نَوَاحِي صُورَ وصَيْدَا. ودَخَلَ بَيْتًا، وكانَ يُريدُ أَلاَّ يَعْلَمَ بِهِ أَحَد، لكِنَّهُ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَتَخَفَّى عَنْهُم.
وفي الحَالِ سَمِعَتْ بِهِ ٱمْرَأَةٌ لَهَا ٱبْنَةٌ فِيها رُوحٌ نَجِس، فجَاءَتْ وٱرْتَمَتْ عَلَى قَدَمَيْه.
وكَانَتِ المَرْأَةُ وثَنِيَّةً مِنْ أَصْلٍ سُورِيٍّ فِينِيقِيّ. وكَانَتْ تَسْأَلُ يَسُوعَ أَنْ يُخْرِجَ الشَّيْطَانَ مِنِ ٱبْنَتِها.
فقَالَ لَهَا: «دَعِي البَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُون، فلا يَحْسُنُ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ البَنِين، ويُلْقَى إِلى جِرَاءِ الكِلاب».
فأَجَابَتْ وقَالَتْ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، لكِنَّ جِرَاءَ الكِلابِ تَأْكُلُ تَحْتَ المَائِدَةِ مِنْ فُتَاتِ البَنِين».
فقَالَ لَهَا: «مِنْ أَجْلِ كلامِكِ هذَا، ٱذْهَبِي، فَقَدَ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنِ ٱبْنَتِكِ».
وعَادَتْ إِلى بَيْتِهَا، فوَجَدَتِ ٱبْنَتَهَا مُلْقَاةً عَلَى السَّرِير، وقَدْ خَرَجَ مِنْهَا الشَّيْطَان
سيرة حياة القديسة بربارة
ولدت بربارة في أوائل القرن الثالث الميلادي ،في مدينة نيقوميديا بأسيا الصغرى. كانت وحيدة أبيها ديسقورس الذي كان من الأشراف، غنياً، معروفاً بين الأسر الكبيرة، صاحب إسم كبير وجاه وكرامة، وكان متحمساً للوثنية، شديد التمسك بأصنامه ويكره المسيحيين.
كانت برباره جميلة جداً وجمالها يسحر العيون، فقرّر والدها أن يحجزها عن الأنظار ويحفظها من الأخطار، فاقامها في قصر عالي الأسوار، ذو حراس، ولكي لا يكون القصر سجناً لإبنته، جعل فيه كل أنواع البهجة والمسرات.
كانت بربارة مُرهفة الحس وتسأل دائماً كيف أن هذه الأصنام تُدعى آلهة .. كيف تحكم هذه الأصنام الكون .. أين خالق الكون ؟ ورتّبت العناية الإلهية أن تكون في القصر خادمة مسيحية قصّت على بربارة قصّة ادم وحواء وسقوطهما . واحتياج العالم لمخلّص وقصة الصّلب والعذراء وأعمال ابائنا الرسل والأسرار المقدسة ثم أرشدت بربارة لعالم مسيحي يُدعى أوريجانوس ليرد على كل تساؤلاتها. فأرسلت إليه بربارة وكشفت عن كل أفكارها، فأرشدها وأرسل لها رسالة قيمة بها تعاليم عن العقيدة المسيحية وسلمها لها تلميذه فالتيانوس الذي عرفها الأسرار وعمّدها وناولها وعندئذ نذرت نفسها للمسيح لعريسها السماوي، حدث ذلك دون أن يعرف والدها شيءً عن اعتناقها المسيحية ونذرها
وبما أن خُطّابها قد كثروا فاتحها والدها بأمر الزواج ولكنها رفضت بلطف وقالت له بكل أدب ووداعة : ” أنت وحيد في هذه الدنيا يا أبي ولا أريد أن أتركك وأتزوج بل أكون في خدمتك كل حياتي ولا سيما وأنت الآن قد شخت ومحتاج إليّ ” فحسن الكلام في عينه وتركها أنها لا تريد أن تبتعد عنه ولا أن تفكر في سواه وبذلك كان يتركها… وعندها أمرت برباره خدامها بتحطيم الأصنام في قصرها وعندما عاد والدها فاتحها مره أخرى بالزواج فأًجبرت أن تقول له أنها خطبت نفسها لعروس سماوي يفوق كل عريس على الأرض ولذلك فإنها لا تتزوج من أحد.
خاف والد بربارة أن تكون إبنته قد مالت إلى المسيحية فتمزق قلبه حزناً عليها وقهراً فعندها قرر أن يمنع عنها الطعام وذلك جزاءً لها… فلم يتركها المسيح وبعث لها عصفور لكي يعطيها قمح من الشباك لكي تأكل وتتغلب على الجوع
ذهب ديسقورس للوالي مركيانوس في حزن وأسف شديد وأخبره بالكارثة الكبيرة، أنّ بربارة وحيدته تتبع المسيح فاستحضرها الوالي وأخذ يلاطفها ووعدها أنها ستكون أميرة كبيرة ثم هددها بالعذابات فقالت بربارة “إن جسدي سيأتي يومٌ ويموت أمّا روحي فخالدة ستذهب لعريسي السّماوي ” فقال لها ” أتركي عريسك هذا لأن بسببه سيحل عليك عذابات كثيرة جداً ” فقالت ” من سيفصلني عن محبة المسيح أشدة أم ضيق أم اضطهاد ” فأمر مركيانوس بعذاب القديسة عذابات شديدة ووضعها في سجن مظلم
شاهدت هذه العذابات شابّة غير مسيحية تُدعى يوليانه فتأثرت جداً وبكت بكاءً شديدًا ولكنها فوجئت في الصباح بالقديسة بربارة واقفة أمام الوالي وهي سليمة من جراحاتها فاندهشت عندما قال مركيانوس الوالي ها هو إلهنا قد قام بشفائك فصرخت بربارة ليست الهتك لأنها أصنام لا تتحرك إنما الذي شفاني هو إلهي ومخلصي وعريس نفسي يسوع المسيح الذي أنا أعبده وأشتهي أن أموت من أجله لأنه هو مات ليحييني … فأنا لا أهاب عذاباتك ولا أهاب أسلحة جنودك ولن يتغير إيماني … فاغتاظ الوالي جدا أمر بقطع رأس القديسة بربارة إلا ان بديسقورس والد بربارة استأذن الوالي بكل قسوة بأن يقوم هو بنفسه وبسيفه بقطع رأسها وفعلا مددت الإبنة رأسها لأبيها فقطعها بالسيف واستشهدت في سنة 235 ميلادي
حيث تم قطع رأس القديسة بربارة في حقل قمح لذلك في كل عام يقوم المسيحين في مثل هذا الوقت نوع خاص من الحلوه وإسمه بربارة
ويحتوي هذا الحلو على:
القمح: لأن القديسة بربارة قطع رأسها في حقل قمح
السكر والزبيب: نسبة الى جمال القديسة بربارة الساحر
أمين