تمّت هذه الأعجوبة مع سلين سامي ربيز، المولودة في منطقة الرميل في مدينة بيروت، بتاريخ 10 أيار 1983.
خلال شهر تشرين الأوّل 1984، نامت سلين مدة 24 ساعة دون تناول طعام أو شراب. فأدخلت على الأثر إلى المستشفى. وقد عانت مدّة ستة أشهر من انتفاخ ونزيف في البطن، ووهن وضعف جسديّين بالغين، وتدهور صحّي شامل. وبعد إجراء الفحوصات اللازمة، تبيّن أنها تعاني من اعتلال في كليتها اليسرى. وقد كان الورم المرضي في حالة متقدّمة جدًا مع احتمال الموت.
في 17 أيلول 1985، أجريت لسلين عمليّة، واستأصلت الكلية اليسرى؛ وتأكّد بنتيجة الفحوصات الطبيّة وجود سرطان في مرحلته الثالثة. خضعت سلين لعلاج كيميائي في المنزل، ثم تمّ توقيفه بسبب النتائج السلبيّة المتأتية عنه. امتدّ المرض حتى طال الكبد. وهكذا بدأت حالة سلين الصحيّة تتدهور باستمرار، يرافقها نقص في الوزن والشهيّة، واصفرار في البشرة، ونزف دم من الأذنين والأنف… وكان احتمال بقائها على قيد الحياة لا يتعدّى 24 ساعة.
وفي شهر تشرين الثاني 1985، قرأت جدّة سلين السيدة إيفيت ضو، مقالاً عن الطوباويّة رفقا، فتأثّرت، وطلبت من “القدّيسة التي تشفي من مرض السرطان”، أن تحصل على قليل من التراب المبارك عن ضريحها لتعطه لسلين المشرفة على الموت، مؤمنة، أنه متى أعطت من هذا التراب المبارك لسلين، سوف تشفى هذه الأخيرة من مرضها…
وفي المستشفى حصلت والدة سلين السيدة ريموندا ضو ربيز على حفنة تراب عن قبر الطوباويّة رفقا، وأخبرت والدتها السيدة إيفيت بذلك.
وفي مساء 23/11/1985، قامتا بإضافة حفنة من التراب المبارك على المهلبيّة، لإطعامها لسلين، وقالت الوالدة: “إنه الدواء الوحيد لسلين”.
تناولت سلين الملعقة الأولى من المهلبيّة مع التراب المبارك عن قبر الطوباويّة رفقا، بصعوبة و”بالقوّة”، وبعد لحظات تناولت محتوى الصحن بكامله، وبدأت تأكل بمفردها وطلبت صحنًا آخر. وبعد ساعة من الوقت، استعادت سلين عافيتها.
وكم دهشت السيدة ريموندا عندما رأت ابنتها سلين بعد أن أطعمتها التراب المبارك، وكانت على فراش الموت، تنزل عن سريرها وتتمشّى في ممشى المستشفى، وقد أعطيت من الأدوية ما يكفي لتنام مدة 48 ساعة… فركعت الوالدة أمام سرير ابنتها وصلّت المسبحة إكرامًا للعذراء مريم والطوباويّة رفقا وعلى نيّة شفاء ابنتها سلين.
ولمّا علينها الطبيب قال متعجّبًا: “ماذا فعلتم بالطفلة؟!! إنّي لا أفهم، هذا غير معقول!!!… سلين ليست بحاجة إلى العمليّة المقرّرة!!…. وطلب الطبيب من والدة سلين أن تختم الملف، فأجابته: “أنا ختمتُه مع القدّيسة رفقا…”. وعاين سلين طبيب آخر فقال: “…أنا كطبيب مؤمن وممارس، أقول أن في شفاء سلين تدخّل إلهي، لأنّه تمّ فجأة وبسرعة…”.
وقد أصرّت الجدّة السيدة إيفيت ضو، أن تزور ضريح الطوباويّة رفقا وبرفقتها سلين، حيث وضعتها أمام الضريح، وطلبت منها أن تردّد: “يا قدّيسة رفقا، أنا سلين، أطلب منك أن تشفيني…”. فسمعها الجمع الحاضر وصلّوا معها ببكاء وتأثّر شديدين.
عادت سلين إلى المنزل الوالدي متعافية تمامًا بعد ذهول الأطباء. وهي الآن تتمتّع بكامل صحتها وتتابع دراستها الجامعيّة بنجاح وتفوّق، وقد سافرت مع أهلها إلى روما للمشاركة في حفل إعلان قداسة رفقا ونالت بركة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني.