إنجيل القدّيس لوقا 40-35:12
لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة،
وكونوا مِثلَ رِجالٍ يَنتَظِرونَ رُجوعَ سَيِّدِهم مِنَ العُرس، حتَّى إِذا جاءَ وقَرَعَ البابَ يَفتَحونَ لَه مِن وَقتِهِم.
طوبى لأُولِئكَ الخَدَم الَّذينَ إِذا جاءَ سَيِّدُهم وَجَدَهم ساهِرين. الحَقَّ. أَقولُ لكم إِنَّه يَشُدُّ وَسَطَه ويُجلِسُهُم لِلطَّعام، ويَدورُ علَيهم يَخدُمُهم.
وإِذا جاءَ في الهَزيعِ الثَّاني أَوِ الثَّالِث، ووَجدَهم على هذِه الحال فَطوبى لَهم.
وأَنتُم تعلَمونَ أَنَّه لْو عَرَفَ رَبُّ البَيتِ في أَيَّةِ ساعَةٍ يأتي السَّارِق لَم يَدَعْ بَيتَه يُنقَب.
فكونوا أَنتُم أَيضاَ مُستَعِدِّين، ففي السَّاعَةِ الَّتي لا تتَوقَّعونَها يَأتي ابنُ الإنسان
قصّة اليوم
حدثت هذه القصة فى مدينة شبين الكوم فى أيام حبرية نيافة ” الأنبا بنيامين”
توفّيَ والد ووالدة أحد الشباب غير المسيحيين في المدينة، و انتهز عمّه الفرصة، فأستولى على كلّ ممتلكاته، ورفض انفاق المال عليه أو على تعليمه. حاول الشّاب معه جاهداً ولكن بلا فائدة .. و كاد يتحطّم وهو يَرى مُستقبله يضيع، وعمّه يُعامله بقسوة شديدة، ولا يقبل بأن يعطيه ولو جزء بسيط من حقّه، وبينما هو فى شدّة حزنه، أشار عليه بعض الناس أن يذهب إلى مطران النّصارى ” الانبا بنيامين”، فذهب إليه خائب الأمَل، وعندما تقابل مع ” الأنبا بنيامين” حكى له ظروفه و مشاكله، فنادى سيّدنا على تلميذه فوزي وقال له: هات سرير من فوق و فرش وحملة على عربية، و أعطاه ثمانية جنيهات في يده و قال له كلّ ما تحتاج اليه، تعالَ و خده، المطرانية مفتوحة لك، ظل الشّاب يتردد على سيّدنا، فيعطيه مرّة خمسة جنيهات، و مرّة ثمانية وأخرى عشرة وكان قد بدأ يحسب جملة المبالغ التي أخذها، فوجد أنّها وصلت إلى مائة و ستّون جنيهاً غير الملابس و القماش! وعندما أنتهى هذا الشّاب من دراسته، و التحق بعمل مناسب، جاء و تقابل مع سيّدنا ليشكره على رعايته له طوال هذه الفترة و أراد أن يسدّد جزءً من المبلغ، فأخرج من جيبه عشرون جنيهاً لِيُعطِيَها لِسَيِّدِنا على أن يُقَسِّط باقي المبلغ تِباعًا، فتضايق سيّدنا و قال له: “ايّاك أن تُكرِّرَ ما فَعَلْتَهُ.. لَن أُدْخِلَكَ المطرانية ان فعلت ذلك .. أنا يا بنيّ لم أعطك شيئًا .. انّ ربنا هو الذي يُعطي الكلّ، أنت ابني وما تحتاجه تأخذه
وَمَرَّتْ الأيام و توفّيَ الأنبا بنيامين، و فى اليوم الأربعين لنياحته، فؤجِئَ الجميع بشابِّ غير مسيحيّ يُصِرُّ أن يتكلم فى حفل التأبين الذى أقامته المطرانية، فسمحوا له، و أخذ هذا الشاب يحكي قصّته والدّموع تمـلأ عينيه وكان يقول:
عمّي أَخَذَ أرضي، والمطران ربّاني وعلّمَنِي
صديقي الحبيب… هذا مثال رائع للمحبة المسيحيّة التى لا تُفَرِّقُ بين مسيحيّ أو غير مسيحيّ، بين خاطِئ أو بـارّ، بين عـدوّ أو صديق، بل هي محبّة صافية
مصدرها هو الله الذي يُشرِقُ شمسه على الأبرار والأشرار