[singlepic id=967 w=500 h=334 float=center]
ويشبهُ ملكوت السّماوات رجلاً أراد السَّفر، فدعا عبيدهُ، وسلّمهم أمواله. فأعطى واحداً خمس وزنات، وآخر وزنتين، وآخر وزنة واحدة، كلاًّ على قدرِ طاقته، وسافر. وفي الحال مضى الّذي أخذ الوزنات الخمس، وتاجر بها فربح خمس وزنات أُخرى. وكذلك الّذي أخذ الوزنتين ربح وزنتين أُخريين. أمّا الّذي أخذ الوزنة الواحدة فمضى وحفر في الأرْض، وأخف فضَّة سيِّده. وبعد زِمان طويل، عاد سيّد أولئك العبيد وحاسبهم. ودنا الّذي أخذ الوزنات الخمس، فقدَّم خمس وزنات أُخرى قائلاً: يا سيِّد، سلّمتني خمس وزنات، وهذه خمس وزنات أخرى قد ربِحتها! قال له سيِّده: يا لك عبداً صالحاً وأميناً! كنت أميناً على القليل، سأُقيمك على الكثير: أُدخل إلى فرحِ سيِّدك! ودنا الذّي أخذ الوزنتين فقال: يا سيِّد، سلَّمتني وزنتين، وهاتان وزنتان أخريان قد ربِحتهما. قال له سيِّده: يا لك عبداً صالحاً وأميناً! كنت أميناً على القليل، سأقيمك على الكثير: أدخل إلى فرح سيِّدك! ثمَّ دنا الّذي أخذ الوزنة الواحدة وقال: يا سيِّد، عرفتك رجلاً قاسياً، تحصد من حيثُ لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذر. فخفت وذهبت وأخفيت وزنتك في الارض، فها هو ما لكَ! فأجاب سيِّده وقال له: يا عبداً شرّيراً كسلان، عرفت أنّي أحصد من حيث لا أزرع، وأجمع من حيث لم أبذر، فكان عليك أن تضع فضَّتي على طاولة الصّيارفة، حتّى إذا عدت، أسترجع ما لي مع فائدته. فخذوا منه الوزنة وأعطوها لمن له الوزنات العشر. فكلّ من له يعطى ويزاد، ومن ليس له يؤخذ منه ما هو له. وهذا العبد الّذي لا نفع منه أخرجوه وألقوه في الظّلمة البرّانيّة. هناك يكون البكاء وصريف الأسنان