تخيّل معي لو حدث صراع بين نسر قوي وخروف صغير، من سينتصر؟ طبعًا النسر وبالتالي سيكون الصراع محسومًا لصالح النّسر ولكن قصّتنا العجيبة التي حدثت في شلالات نياجرا تحكي عكس ذلك
وشلالات نياجرا هي شلالات عظيمة تقع على نهر نياجرا، وتفصل بين الحدود الدولية لكندا والحدود الدولية للولايات المتحدة الأمريكية
هناك شاهد السائحون بأعيُنِهِم هذا المنظر المثير، عندما كانت المياه قبل الشلالات مباشرةً تحمل جثّة خروف صغير ملتصقة بقعطة كبيرة من الثلج، وإذ بنسرٍ كبير ينقضُّ على جثّة الخروف الميّت. ولكن لكونها ملتصقة بالثّلوج لم يستطع رفعها؛ فبدأ ينهش فيها سريعًا. وكان وهو يأكل من جثة الخروف الصغير يرفع عينيه من حين لآخر حتى يطمئنَّ من أن هناك مسافة بعيدة بينه وبين حافة الشلالات، ليستغل كل فرصة ليأكل أكبر قدر من الجثة قبل أن يتركها لحالها تغرق في أعماق شلالات نياجرا الهائجة المائجة
صديقي العزيز.. صديقتي العزيزة..
إنّ الخطيئة مثل هذا الخروف الميت، تشدّ الإنسان وتقيّده، ثم تهوي به لا إلى شلالات نياجرا، بل إلى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت. «وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ والْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ والسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي»(رؤيا21: 8). فمكتوب: «الشِّرِّيرُ تَأْخُذُهُ آثَامُهُ، وَبِحِبَالِ خَطِيَّتِهِ يُمْسَكُ. إِنَّهُ يَمُوتُ مِنْ عَدَمِ الأَدَبِ وَبِفَرْطِ حُمْقِهِ يَتَهَوَّرُ» (أمثال5: 22). والخطية تسقط النسور الأقوياء: «أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا، بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ، كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ، حَتَّى يَشُقَّ سَهْمٌ كَبِدَهُ. كَطَيْرٍ يُسْرِعُ إِلَى الْفَخِّ وَلاَ يَدْرِي أَنَّهُ لِنَفْسِهِ… لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ. طُرُقُ الْهَاوِيَةِ بَيْتُهَا هَابِطَةٌ إِلَى خُدُور الموت
لكن دعني أذكرك عزيزي القارئ، وعزيزتي القارئة، بأن المحرّر الحقيقي موجود فلقد قال الرب يسوع: «فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا» (يوحنا8: 36). ولكي يحررنا الرب كان لا بد أن يتجسد ويأخذ صورة عبد: «فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هَذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ» (فيليبي2: 5-8). لقد قبضوا عليه وأوثقوه «وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ الْوَالِي» (متى27: 1، 2). وهو المرموز إليه بالعبد العبراني (خروج21: 5-6). حينما سمّروه على الخشبة، ثقبوا يديه ورجليه ليحررِّنا من قيود الخطية؛ فمكتوب بالنبوة:«جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ اكْتَنَفَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ» مزمور22: 16
فهل تأتي إلى المحرِّر مصليًا الآن معي؟
صلاة: ربي يسوع، يا من لك سلطان التحرير.. أنا خاطي ومستعبد في قيودي أسير.. أرجوك فكَّني لأتبعك وورائك أسير.. أمين